.. هناك - فيما بدا لي - أمماً يمكن وصفها بأنها أمم عجوز وأخرى فتية. وهذا التمييز يتعلق بالموقف النفسي للشعب أكثر مما يتعلق بتاريخها أو نظامها السياسي أو الاقتصادي أو مواردها. والدول التي اعتبرتها دولاً فتية تتقدم بسرعة، أو هي على الأقل مؤهلة للتقدم السريع، بينما الأمم العجوز ثابتة في مكانها لا تكاد تتحرك، وأملها في التقدم ضعيف للغاية.
كانت الباكستان وتايلاند وماليزيا هي الدول التي شعرت بأنها "فتية"، بينما شعرت بأن الهند وبنجلاديش وإندونيسيا والفلبين كلها دول عجوز. ولكن لم أستطع الوصول إلى قرار واضح فيما يتعلق بنيبال أو سنغافورة، الأولى ربما بسبب فرط انعزالها عن العالم، وكأن قضية التنمية والتخلف لم تشغل بالها بعد، والأخرى ربما بسبب أنها مدينة أكثر منها دولة أو أمة.
كانت أهم السمات التي دفعتني إلى وصف المجموعة الأولى (الفتية)بالفتوة، هي أن شعوبها بدت لي وكأنها تأخذ الأمور مأخذ الجد، يحاول عمالها إتقان ما يقومون به من أعمال، أو ما ينتجونه من سلع، ويشعرون بالفخر إذ يتقنون أعمالهم. أما شعوب المجموعة الأخرى (العجوز) فقد بدا لي وكأنهم يشعرون بأنه "لا شئ يهم"، وكأن لا شئ يستحق منهم بذل الجهد وتحمل العناء، وكأن العمل المتقن ليس أفضل كثيراً من العمل غير المتقن: كل شئ سواء، والأمر كله في نهاية الأمر عيث في عبث.
قلت لنفسي إن الأمر لا يتعلق يدرجة الذكاء أو الحكمة. فمن يدري، قد يكون من الحكمة حقاً ألا يعلق المرء أهمية كبيرة على أي شئ، وقد يكون صحيحاً أنه "لا شئ يهم في نهاية الأمر"، وقد يكون من الذكاء أو الفطنة عدم المبالغة في تقدير النجاح، وألا نعلق أهمية كبيرة على ما لا يستحق كل هذا الاهتمام. ولكني قلت لنفسي أيضاً: إن الذكاء والحكمة شئ، والنهضة والتقدم شئ آخر. الأمة العجوز قد تكون رأت في تاريخها الطويل ما ثبّط همتها، ورسخ لديها الاعتقاد بأنه "لا شئ يهم في نهاية الأمر". وقد تكون الأمة الفتية، كالطفل الصغير أو الفتى اليافع، مفرطة في ثقتها بنفسها وحماستها وتفاؤلها، وستتكفل الأيام، على أية حال، بردها إلى صوابها. نعم، قد تكون الأمة العجوز أكثر حكمة حقاً، ولكن المستقبل والتقدم ما من نصيب الأمم الفتية، كما أن الشباب هم وحدهم أصحاب المستقبل.
عندما سألت نفسي عما إذا كانت مصر يمكن أن تصنف من بين الأمم الفتية أم العجوز؟ لم تكن الإجابة التي ملت إليها لأول وهلة باعثة على السورو. فالبلاد التي وصفتها بأنها عجوز كانت قد ضكرتني بأمور كثيرة في مصر. فالمصريون، إذا جاز التعميم، يميلون فيما يبدو إلى فلسفة "لا شئ يهم". ولكن سرعان ما طمأنت نفسي بعدة أمور. فأولاً لا يمكن تلخيض أسباب نهضة الأمم في عامل واحد نفسي، كما أن سيادة نفسيّة بعينها في دولة ما لابد أن تكون مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتركيبة الطبقية للمجتمع وكذلك بالتركيبة العمرية للسكان، وكلا الأمرين، التركيب الطبقي والعمري، يمرّان في مصر بتغيرات عميقة قد تدفع إلى السطح بطبقة اجتماعية جديدة أكثر حيوية ونشاطاً، وبأجيال جديدة أصغر سناً ومن ثم أشد رغبة في التغيير وأكثر تفاؤلاً بالمستقبل.
كما أن هناك سبباً آخر للتفاؤل، إذا نظرنا إلى المصريين كجزء من أمة أكبر. فمن بين الشعوب العربية، فيما أرى، من هو أكثر "فتوة" بكثير من المصريين. إن المصريين بلا شك لا ينقصهم الذكاء ولا الحكمة. ولكن الذكاء والحكمة شئ، كما قلت، والاستعداد للنهوض شئ آخر. وقد يكون مستقبل الأمة العربية ككل رهناً بما ستفعله تلك الأجزاء من العالم العربي التي تتسم بدرجة أكبر من الفتوّة، حتى إن لم يكن لهم مثل ما للمصريين من تاريخ موغل في القدم.
هكذا بدا لي الأمر في 1975، أي منذ ثلاثين عاماً، وقد حدث خلال هذه الثلاثين عاماً أشياء قد تؤيد صحة الفكرة، كالتقدم الاقتصادي السريع الذي حدث في ماليزيا وتايلاند، وبطء النمو في بنجلاديش والفلبين، ولكن حدثت أشياء أخرى قد يبدو تعارضها مع هذه الفكرة كالتقدم السريع الذي أحرزته إندونيسيا والهند. ولكن لا أظن أن معدلات النمو الاقتصادي تكفي للحكم عما إذا كان هذا التمييز بين الفتوة والشيخوخة صحيحاً و مفيداً أو غير صحيح أو مفيد. فهناك عوامل أخرى عديدة، خاصة ما تعلق منها بالظروف الدولية، قد يتغلب أثرها على أثر الشيخوخة والفتوة.
كانت الباكستان وتايلاند وماليزيا هي الدول التي شعرت بأنها "فتية"، بينما شعرت بأن الهند وبنجلاديش وإندونيسيا والفلبين كلها دول عجوز. ولكن لم أستطع الوصول إلى قرار واضح فيما يتعلق بنيبال أو سنغافورة، الأولى ربما بسبب فرط انعزالها عن العالم، وكأن قضية التنمية والتخلف لم تشغل بالها بعد، والأخرى ربما بسبب أنها مدينة أكثر منها دولة أو أمة.
كانت أهم السمات التي دفعتني إلى وصف المجموعة الأولى (الفتية)بالفتوة، هي أن شعوبها بدت لي وكأنها تأخذ الأمور مأخذ الجد، يحاول عمالها إتقان ما يقومون به من أعمال، أو ما ينتجونه من سلع، ويشعرون بالفخر إذ يتقنون أعمالهم. أما شعوب المجموعة الأخرى (العجوز) فقد بدا لي وكأنهم يشعرون بأنه "لا شئ يهم"، وكأن لا شئ يستحق منهم بذل الجهد وتحمل العناء، وكأن العمل المتقن ليس أفضل كثيراً من العمل غير المتقن: كل شئ سواء، والأمر كله في نهاية الأمر عيث في عبث.
قلت لنفسي إن الأمر لا يتعلق يدرجة الذكاء أو الحكمة. فمن يدري، قد يكون من الحكمة حقاً ألا يعلق المرء أهمية كبيرة على أي شئ، وقد يكون صحيحاً أنه "لا شئ يهم في نهاية الأمر"، وقد يكون من الذكاء أو الفطنة عدم المبالغة في تقدير النجاح، وألا نعلق أهمية كبيرة على ما لا يستحق كل هذا الاهتمام. ولكني قلت لنفسي أيضاً: إن الذكاء والحكمة شئ، والنهضة والتقدم شئ آخر. الأمة العجوز قد تكون رأت في تاريخها الطويل ما ثبّط همتها، ورسخ لديها الاعتقاد بأنه "لا شئ يهم في نهاية الأمر". وقد تكون الأمة الفتية، كالطفل الصغير أو الفتى اليافع، مفرطة في ثقتها بنفسها وحماستها وتفاؤلها، وستتكفل الأيام، على أية حال، بردها إلى صوابها. نعم، قد تكون الأمة العجوز أكثر حكمة حقاً، ولكن المستقبل والتقدم ما من نصيب الأمم الفتية، كما أن الشباب هم وحدهم أصحاب المستقبل.
عندما سألت نفسي عما إذا كانت مصر يمكن أن تصنف من بين الأمم الفتية أم العجوز؟ لم تكن الإجابة التي ملت إليها لأول وهلة باعثة على السورو. فالبلاد التي وصفتها بأنها عجوز كانت قد ضكرتني بأمور كثيرة في مصر. فالمصريون، إذا جاز التعميم، يميلون فيما يبدو إلى فلسفة "لا شئ يهم". ولكن سرعان ما طمأنت نفسي بعدة أمور. فأولاً لا يمكن تلخيض أسباب نهضة الأمم في عامل واحد نفسي، كما أن سيادة نفسيّة بعينها في دولة ما لابد أن تكون مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتركيبة الطبقية للمجتمع وكذلك بالتركيبة العمرية للسكان، وكلا الأمرين، التركيب الطبقي والعمري، يمرّان في مصر بتغيرات عميقة قد تدفع إلى السطح بطبقة اجتماعية جديدة أكثر حيوية ونشاطاً، وبأجيال جديدة أصغر سناً ومن ثم أشد رغبة في التغيير وأكثر تفاؤلاً بالمستقبل.
كما أن هناك سبباً آخر للتفاؤل، إذا نظرنا إلى المصريين كجزء من أمة أكبر. فمن بين الشعوب العربية، فيما أرى، من هو أكثر "فتوة" بكثير من المصريين. إن المصريين بلا شك لا ينقصهم الذكاء ولا الحكمة. ولكن الذكاء والحكمة شئ، كما قلت، والاستعداد للنهوض شئ آخر. وقد يكون مستقبل الأمة العربية ككل رهناً بما ستفعله تلك الأجزاء من العالم العربي التي تتسم بدرجة أكبر من الفتوّة، حتى إن لم يكن لهم مثل ما للمصريين من تاريخ موغل في القدم.
هكذا بدا لي الأمر في 1975، أي منذ ثلاثين عاماً، وقد حدث خلال هذه الثلاثين عاماً أشياء قد تؤيد صحة الفكرة، كالتقدم الاقتصادي السريع الذي حدث في ماليزيا وتايلاند، وبطء النمو في بنجلاديش والفلبين، ولكن حدثت أشياء أخرى قد يبدو تعارضها مع هذه الفكرة كالتقدم السريع الذي أحرزته إندونيسيا والهند. ولكن لا أظن أن معدلات النمو الاقتصادي تكفي للحكم عما إذا كان هذا التمييز بين الفتوة والشيخوخة صحيحاً و مفيداً أو غير صحيح أو مفيد. فهناك عوامل أخرى عديدة، خاصة ما تعلق منها بالظروف الدولية، قد يتغلب أثرها على أثر الشيخوخة والفتوة.
كلام مظبوط والله يامصطفى انا كنت فاكرك انت اللى بتقولة طلع جلال امين المهم انا متهيألى مصر دولة عجوز عجوز عجوز فى مرحلة الاحتضار ولازم حد يعملها انعاش علشان تفضل عايشة
معندكش حلقة مباشر على اللى المذيعة بستفت مبارك فيها
لا أنا رأيي انه مش كلام مظبوط ولا حاجه .. الكلام ده قالته مره نواره في العاشرة مساء بس أنا مش مقتنع بيه .. وحتى جلال أمين نفسه اعترف بان دي قاعده مش صحيحه وان حكمة الأمم أو فتوتها لا تمثل دور كبير في هل تتقدم أم لا
عموماً .. حلقة المستشار الخضيري بحاول أرفعها من امبارح ورفعتها 3 مرات بس جوجل فيديوز في مشكله .. أو ما تترفع .. هتلاقيها على الفيديو تشانل
هى نوارة طلعت فى العاشرة مساء والله دانت متابع كل القنوات بقى
بس انا شايف انة مظبوط يعنى فى دولة زينا بنسيطر فكرة احنا حضارة 7الاف سنة فمبنحاولش نعمل حضارة لكن الدول التى بلا حضارة بتحاول تعمل حضارة ليها مش كدة والا اية