لا عجب أن أقبلت بلهفة على قراءة مقال وجدته في صحيفة بريطانية كتبه المخرج راي (Satyajit Ray) بمناسبة ذكرى طاغور (Rabindranath Tagore) . وفيه إشارة إلى الواقعة المؤثرة الآتية التي حدثت له وهو طفل في الثامنة من عمره. قال راي أنه نشأ في نفس البلدة من بلاد البنجال بالهند، التي عاش فيها طاغور. وكانت أم راي تزور طاغور أحياناً فكان يسألها عن تعليم ابنها وتطوره العقلي. وفي أحد الأيام جاءته أمه مصطحبة ابنها ساتياجيت وطلبت من طاغور أن يدعو لابنها ويباركه، فقام طاغور وأحضر قلماً وورقة وكتب عليها مقطوعة شعرية قصيرة من تأليفه، وطواها وأعطاها للأم قائلاً:
وكانت القطعة التي كتبها طاغور:
(( احتفظي بهذه القصيدة القصيرة لابنك حتى يكبر. إنه لن يفهمها الآن، ولكنه سيفهمها بكل تأكيد عندما يكبر. ))
وكانت القطعة التي كتبها طاغور:
" لقد أنفقت ثروة طائلة في السفر إلى شواطئ بعيدة، فرأيت جبالاً شاهقة ومحيطات لا يحدّها حد. ولكني لم أجد متسعاً من الوقت لأن أخطو بعض خطوات قليلة خارج منزلي، لأنظر إلى قطرة واحدة من الندى، على ورقة واحدة من أوراق العشب ".
" I have spent a fortune travelling to distant shores, and looked at lofty mountains and boundless oceans, and yet I have not found time to take a few steps from my house, to look at a single dew drop on a single blade of grass".