وأكره من الأدباء أرستقراطيتهم، فلا يكتبون إلا للخاصة ولا يتفننون إلا لهم. وواجب الأدباء أن يوصلوا غذاءهم إلى كل عقل، ونتاجهم الفني إلى كل أذن، فإذا لم يفعلوا فقد قصروا. وقد لفت نظري لهذا مرة أن حضر إلى مصر رجل كبير من مسلمي الصين، فتقابلنا مراراً وتحدثنا كثيراً، وفي مرة عرّفته بالأستاذ توفيق الحكيم، وقلت له إنه أديب كبير، فسألني: هل هو أديب شعبي أو أديب أرستقراطي؟ فرنّ السؤال في رأسي، فلما قلت له هو أديب أرستقراطي، سألني فمن من أدبائكم شعبي؟ فحرت جواباً، وآلم نفسي ألا يكون لجمهور الشعب أديب.
أحمد أمين
حياتي