إيجاد العزاء في الدين
الزقازيق مدينة متوسطة الحجم على بعد حوالي ساعة شمال القاهرة، تحيطها أراضي دلتا النيل الزراعية. تعمل ليلى عاشور هناك كمتطوعة في أحد العيادات التي تديرها منظمة الدعوة الإسلامية، والتي كانت تهدف لتقديم الخدمات الطبية للفقراء، ولكنها توسعت بسرعة لتساعد أيضا الشباب الفقراء على بدء حياتهم الزوجية بتوفير الأثاث والأجهزة المنزلية وأدوات المطبخ.
تبلغ ليلى 22 عاما وهي خريجة جامعية من كلية الإعلام. فيما سابق كانت تلبس وتتصرف كأصدقائها، مغطية رأسها بحجاب لكنها كانت ترتدي الجينز الأزرق والبلوزات ذات الألوان الزاهية. تغازلت مع شباب في الطرقات وحلمت أن تصبح منتجة تليفيزيونية.
اليوم، ترتدي ليلى رداءا أسود فضفاضا يسمى العباية، وترتدي نقابا أسود على وجهها. عندما تخرج فإنها ترتدي قفازين أسودين أيضا. حتى في هذه المدينة المحافظة، تشبه الأصوليين.
ماذا بها؟ هي مجروحة.
قالت ليلى: "أدركت أن الناس لا يساعدونك"، "الله وحده هو الذي يساعدك".
كانت ليلى مخطوبة لمصطفى -الذي لن تفصح عن اسمه الأخير- لأكثر من سنتين. وكان المخطط مع مصطفى وأسرته على أن يستغرق بناء شقة وتأسيسها عاما أو عامين. لكن والد مصطفى لم يتبق لديه شئ من المال بعد تجهيز ابنيه الأكبر سنا، ولم يتمكن الشاب من توفير المال اللازم لإتمام بناء الشقة وتأسيسها. رغبت ليلى في أن تساعد مصطفى -سرا- إلا أنها لم تتمكن من الحصول على عمل. عندما طلبت منها أمها أن تفسخ الخطوبة، انهار داخلها شئ ما، ووجدت سلواها في زيادة الالتزام دينيا.
قالت ليلى: "كل شئ بإرادة الله"، شارحة لماذا قررت إرتداء النقاب، وأضافت "كل شئ هو اختبار (الحياة امتحان)".
يمتد اليأس إلى ريف مصر، البيئة التقليدية الدينية دائما،لكن الشباب الطموح يأمل في الهروب منها. في قرية شمنديل -القريبة من الزقازيق-، انتظر وليد فرج الله؛ بعد تخرجه حاصلا على ليسانس علم النفس؛ ست سنوات ليجد عملا في أحد المصانع، كان راتبه أقل من 250 جنيه شهريا. وهذا هو متوسط فترة الانتظار والراتب للملتحقين حديثا بسوق العمل. ظل وليد بهذه الوظيفة لمدة عام، ومؤخرا وجد وظيفة أخرى براتب يبلغ 600 جنيه شهريا في مصنع يبعد ساعتين عن منزله.
"إنه يقربنا من الله بصورة ما" هذا ما قاله وليد متحدثا عن اليأس الذي شعر به خلال السنوات التي كان يبحث خلالها عن عمل. "ولكن أحيانا، يمكنني أن أدرك كيف يمكن لليأس ألا يجعلك أقرب من الله، ولكن يدفعك إلى الإرهاب. عمليا، لقد قتل اليأس طموحي، ولا أستطيع التفكير في المستقبل".
بنى له والداه شقة ولذا ليس عليه الانتظار ليتزوج. ظلت الشقة خاوية لسنوات، وبالرغم من كونه في الثامنة والعشرين من عمره ويعمل في وظيفته الجديدة، يقول أنه تمنى لو استطاع إعالة زوجة.
"أقول لأصدقائي في الجامعة، لا تحلموا كثيرا" هذا ما قاله وليد يوما وهو جالس في بلكونة الشقة الخالية التي أمل أن تشاركه فيها أسرة يوما.
نعود إلى القاهرة، كل يوم جمعة، يوم صلاة المسلمين، -صلاة الجمعة- تطهو والدة أحمد له شيئا خاصا، لذا فهو عندما يعود من المسجد، يجد شيئا يتطلع إليه. تقول :"أنا خائفة عليه"، "ماذا يمكنه أن يفعل؟".
يوجد مسجد على بعد خطوات قليلة من الباب الأمامي لمنزلهم. إلا أن حديثا إسلاميا يقول أنه كلما زادت خطوات سيرك إلى المسجد، كثرت الحسنات من الله. ولذا، يمر أحمد في كل يوم جمعة أمام المسجد القريب من بيته، وبضعة مساجد أخرى، قبل أن يصل إلى مسجد السيدة زينب.
"عندما تكون متدينا، يعصمك الله من ارتكاب الآثام" يقول أحمد ذلك كاشفا عن خوفه ودافعه الأساسيين، أن الوقت والملل سيؤديان به إلى ارتكاب المعصية. "كل هذا المناخ الذي نعيش فيه خطأ، خطأ".
تحقيق نشرته the NewYork Times في فبراير 2008
كتبه Micheal Slackman -منال النجار
ليس العيب في التدين بقدر مايعيبه أن يكون تدينا مصطنعا أو تدينا ظاهريا
أو حتى قل تدينا مستوردا
ليس هناك عيب في التدين أصلا .. وحتى ان كان مستوردا أو مصطنعا .. العيب في اصطناع التدين .. وليس في مظاهر التدين المصطنعه
وعموما التدين أفضل من الفساد .. فالكبت يؤدي إلى أحد طريقين .. الفساد أو التدين
طبيعي جدا أنك عند شعورك بالضعف ..القهر الحاجة العوز..أن تلجأ لمن يحميك ويعطيك بلا من عليك أو يجرح مشاعرك في يوم بأنه أعطاك
البلاء والاختبار والامتحان ..إشارة ورسالة من الله لترجع إليه..طبيعي
هذا شيئ مركوز في الفطرة لا تستطيع منه فكاكا..صحابي هرب بعد فتح مكة وركب البحر..هاج الموج ..الركاب كلها صارت تدعوا الله .زاعترض..لماذا لا تدعون الالهة..قالوا لن ينجينا من هذا إلا إله السماء قال إذن فنحن نكابر محمدا ورجع وأسلم
هذا الأمر هو شفاء وقوة في الآن نفسه وراحة أن تعلم أن لك إله قادر
والقوة كذلك والنجاح والغنى دافع إلى التدين..والنماذج واضحة من علية القوم ومختلف الطبقات
العرب تفسراته مادية صرف لكن هناك ما وراء المادة ...أشياءلم يعيشوها ولذلك لن يدركوها