ميزة الجامعة عن المدرسة هي البحث، فالمدرسة تعلّم ما في الكتب والجامعة تقرأ الكتب لتستخرج منها جديداً، والمدرسة تعلّم آخر ما وصل إليه العلم والجامعة تحاول أن تكتشف المجهول من العلم، فهي تنقد ما وصل إليه العلم وتعدله وتحل جديدا محل قديم، وتهدم رأياً وتبني مكانه رأياً، وهكذا؛ هذه وظيفتها الأولى والأخيرة، فإن لم تقم بها كانت مدرسة لا جامعة.
أحمد أمين
حياتي
أستاذي المرحوم بإذن الله .. أعلم أنك حين التحقت بالجامعة مدرساً وعرفت وفهمت ذلك؛ كان العام 1926 .. وأنك حين كتبت هذا كان العام 1950. وإني أعلمكم سيدي الفاضل أنه بعد أن دار الزمان وانقلب عداد السنين وجاوز الألفين .. لم تعد هناك مدرسة ولا جامعة. هذا فقط للعلم، ولن أعكر صفو مرقدكم بحال المدرسة والجامعة في زماننا هذا ...