...... دعيني أشرح لك الحب كما أحس به .. لا كما قرأته أو سمعت عنه ..وسأشرحه لك في أبسط الألفاظ وبأقصر الطرق.
معنى أني أحبك .. هو أن رأسي ملئ بك .. حتى لكأن ذلك الشئ الكامن فيه ليس عقلا كبقية العقول .. بل هو عقل ممزوج بك .. لا يستطيع أن يفكر في غيرك .. أما عيناي فكأني بصورتك قد التصقت بهما .. حتى بت لا أبصر الحياة إلا من خلالك .. أما القلب .. فأغلب الظن أنك قد امتزجت بالدماء التي تجري في أوردته وشرايينه .. فلو توقفت عن السريان فيه لكف عن نبضه وتعطل عن حركته.
لا تقولي أن قولي مبالغة عشاق .. أو مجرد إنشاء .. أو محاولة في الكتابة والأدب .. لأن ذلك القول هو حديثي إلى نفسي، وليس أصدق من حديث النفس إلى النفس.
إني لأبصرك فأتمنى ألا يتحرك الوقت، وأتمنى لو أصاب الحياة جمود وركود، حتى تظلي أمام عيني إلى ما لا نهاية، وقد يزداد بي الطمع في بعض الأحيان فأتمنى لو استطعت أن أحتوي يدك بين يدي، وأن أحس برأسك يستند إلى صدري، ثم نغمض أعيننا عن كل ما في الحياة، ونظل كذلك حتى ينتهي العمر، أو حتى تحين الساعة.
يوسف السباعي
"رجل مخدوع" من مجموعة "ست رجال وستة نساء"