![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgP8Abv5Ii1I33rtC2FoTD37yKE4tRAtNzfoAgvDDgULXuj9TCiH78291i-sV3GrCxgN3RsPLDd0Bg8GQnmzU1NeegL5fW9LUw-8_ZLVjoqx1Gf7Gg2mizen0yREdvPJu9x_Vz8XVntmSID/s320/M7md_3bdo.jpg)
وكانت دروسه مملوءة بالفكاهات الظريفة. فمرة مثلا دخلت في الدرس فتاة صغيرة تريد أن تسرّ إلى أبيها كلاماً فجلست بجانبه. وكانت هذه الأيام أيام حركة قاسم أمين، فقال الشيخ: إن هذه هي المرأة الحديدية. إذ كان قاسم أمين ألف كتاباً أسماه << المرأة الحديدية >>، ومرة حضرت درساً للشيخ ولم أفهم بعض العبارات، وسألت صاحبي عنها فلم يفهمها فاتفقنا على أن نكتب له خطاباً، وكانت هذه عادة جارية، واخترنا أن نمضي الخطاب بحرف من اسمي وهو الميم وحرف من اسم صاحبي وهو الراء، فجاء الشيخ بعد أن استلم الخطاب وقال: جاءني خطاب من شيخ اسمه مٌرْ أو مرٍ ولم يفهم، ثم أخذ يشرح ما غمض علينا في أدب ووضوح. وكان دائما يلخص لنا ما ورد إليه من خطابات هامة. وأذكر أنه أتاه خطاب يهدده بالقتل لأنه كافر ملحد، وبعد أن قص علينا القصة قال:
لتمنيت أن يكون هذا صحيحاً، فيوم يشجع المصري ويقتلني، أكون فخوراً،
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاأبشر بطول سلامة يا مربع
أحمد أمين
(حياتي)