TAFATEFO
وذهب فريد (محمد فريد) مخفوراً إلى سجن الاستئناف في باب الخلق .. وأصبح اسمه السجين رقم 198 الزنزانة 44! .. وبدأت المفاوضات معه ..

يروي عبدالرحمن الرافعي في كتابه:
جاء كولسن باشا مدير مصلحة السجون إلى محمد فريد وخلا به في غرفته وسأله عما يحتاج إليه من أسباب الراحة، ثم أمر عبدالرحمن أفندي سري مأمور السجن بالابتعاد عنهما ففعل، وبدأ كولسن باشا يتحدث إليه بالفرنسية قائلاً: "إنني أسعى للعفو عنك إذا وعدت بتغيير خطتك"، فأجابه فريد "إن ما تطلبه مستحيل!" فعدل كولسن باشا وقال "إنني لا أطلب منك تغيير مبادئك بل تخفيف لهجتك" فرفض. فقال له كولسن باشا "أنت إذن تريد قضاء الستة شهور في السجن" فقال الزعيم "نعم .. وأزيد عليها يوماً لو أردتم!!..
وأكثرت الصحف -وبخاصة الجريدة وكان رئيس تحريرها أحمد لطفي السيد- من التحدث عن العفو والدعوة إليه، فاستدعى فريد من قال له: "أرجو أن تبلغوا لطفي السيد بك أن يتحاشى طرق هذا الموضوع، فإن هذا ما لا أقبله ولا أرغب فيه".
وبعد بضعة أسابيع زاره في السجن الدكتور عثمان بك غالب موفداً من قبل الخديوي، يعرض عليه من جديد مسألة العفو وقال له: أن الخديوي مستعد للعفو عنه إذا قدم طلباً بذلك. فقال فريد: "أنا لا أطلب العفو، ولا أسمح لأحد من عائلتي بطلبه عني، وإذا صدر العفو فلن أقبله!"
* ملحوظة: سجن محمد فريد لأنه قد كتب كلمة عن (أثر الفن في تربية الأمم) كمقدمة لديوان "وطنيتي" للشيخ علي الغاياتي والذي جمع فيه مجموعة من قصائده الوطنية التي نشرتها له "اللواء" .. أصدرت الحكومة أمراً بمصادرة الديوان وقدمت للمحاكمة الشيخ علي الغاياتي غيابياً (كان الشيخ علي الغاياتي في تركيا، وكان محمد فريد في باريس يستعد لعقد مؤتم دولي لمناقشة المسألة المصرية وتم نقله إلى بروكسل بعد أن منعت عقده الحكومة الفرنسية) والشيخ عبدالعزيز جاويش (الذي كتب مقدمة ثانية للديوان) وحوكم جاويش بتهمة تحريض الغاياتي على نشر الديوان ومساعدته بالمقدمة التي قدم بها كتابه، وحكم على الشيخ علي الغاياتي -غيابياً- بالحبس سنة مع الشغل، وعلى الشيخ عبدالعزيز جاويش بالحبس ثلاثة أشهر .. وكان الهدف من القضية هو النيل من محمد فريد الذي انهالت عليه الخطابات تطلب منه عدم العودة حتى لا يتم سجنه .. ولكنه لم يستمع إلا إلى صوت ابنته فريدة التي بعثت إليه خطاباً تطلب منه العودة إلى مصر ودخول السجن " لنفرض أنهم يحكمون عليك بمثل ما حكموا به على الشيخ عبدالعزيز جاويش، فذلك أشرف من أن يقال أنكم هربتم" .. "وأختم جوابي بالتوسل إليكم باسم الوطنية والحرية، التي تضحون بكل عزيز في سبيل نصرتها أن تعودوا وتتحملوا آلام السجن" .. وعاد محمد فريد إلى مصر وقدم للمحاكمة التي أبى أن يدافع عن نفسه فيها ولو بكلمة ورفض أن يدافع عنه أي محامي .. رفض المشاركة في هذه التمثيلية ووقف صامتاً هائاً في وجه المحكمة التي حكمت عليه بالحبس ستة شهور.
2 تعليقات
  1. Che_wildwing Says:

    دايما هما المثقفين مظلومين في كل زمان في البلد دي
    6 شهور عشان كتاب
    منه له
    ......
    ماعلينا
    اتفرج بقى على زعماء اليومين دول
    وسياسة الاعتراف من اول قفا
    ربنا يرحمنا


  2. TAFATEFO Says:

    سجن محمد فريد لأنه قد كتب كلمة عن (أثر الفن في تربية الأمم) كمقدمة لديوان "وطنيتي" للشيخ علي الغاياتي والذي جمع فيه مجموعة من قصائده الوطنية التي نشرتها له "اللواء" .. أصدرت الحكومة أمراً بمصادرة الديوان وقدمت للمحاكمة الشيخ علي الغاياتي غيابياً (كان الشيخ علي الغاياتي في تركيا، وكان محمد فريد في باريس يستعد لعقد مؤتم دولي لمناقشة المسألة المصرية وتم نقله إلى بروكسل بعد أن منعت عقده الحكومة الفرنسية) والشيخ عبدالعزيز جاويش (الذي كتب مقدمة ثانية للديوان) وحوكم جاويش بتهمة تحريض الغاياتي على نشر الديوان ومساعدته بالمقدمة التي قدم بها كتابه، وحكم على الشيخ علي الغاياتي -غيابياً- بالحبس سنة مع الشغل، وعلى الشيخ عبدالعزيز جاويش بالحبس ثلاثة أشهر .. وكان الهدف من القضية هو النيل من محمد فريد الذي انهالت عليه الخطابات تطلب منه عدم العودة حتى لا يتم سجنه .. ولكنه لم يستمع إلا إلى صوت ابنته فريدة التي بعثت إليه خطاباً تطلب منه العودة إلى مصر ودخول السجن " لنفرض أنهم يحكمون عليك بمثل ما حكموا به على الشيخ عبدالعزيز جاويش، فذلك أشرف من أن يقال أنكم هربتم" .. "وأختم جوابي بالتوسل إليكم باسم الوطنية والحرية، التي تضحون بكل عزيز في سبيل نصرتها أن تعودوا وتتحملوا آلام السجن" .. وعاد محمد فريد إلى مصر وقدم للمحاكمة التي أبى أن يدافع عن نفسه فيها ولو بكلمة ورفض أن يدافع عنه أي محامي .. رفض المشاركة في هذه التمثيلية ووقف صامتاً هائاً في وجه المحكمة التي حكمت عليه بالحبس ستة شهور.