TAFATEFO
وهذا الخلاف بين السنية والشيعة في العراق جرّ عليه كثيراً من المصائب والمحن - وبذل جهود ضاعت فيما لا يفيد، لو صرفت في خير الأمة وتقدمها - بقطع النظر عن سني وشيعي - لعادت على أهلها بالخير العميم ولئن كانت الخصومة بين أصحالب عليً وأصحاب معاوية معقولة في زمنهما أو بعد زمنهما بقليل، فلم تعد معقولة الآن، إذ ليس هناك اليوم نزاع على خلافة ولا إمامة، وإنما هو نزاع على أيهم أفضل أبو بكر و عمر أم عليً؟ وهذه لا يبت فيها إلا الله، ومن السخافة أن نضيع أوقاتنا في مثل هذا الكلام، وكل العقلاء متفقون على أن كلاً من الثلاثة رجل له فضله ومزاياه، والله وحده هو الذي يتولى مكافأتهم على أعمالهم، ويزنهم بالميزان الصحيح ويقدرهم التقدير الحق، وما عدا ذلك فالخلاف بين الشيعة والسنية كالخلاف بين حنفي وشافعي ومالكي لا يستدعي شيئا من الخصومة؛ ولكن أفسد الناس ضيق العقل وعواطف العامة ومصالح بعض رجال الدين وصبغ المسائل السياسية بالصبغة الدينية.
أحمد أمين
حياتي
0 تعليقات