TAFATEFO
عقبات الزواج
في مصر وغيرها من البلدان مثل المملكة العربية السعودية؛ تدعم الحكومات حفلات الزفاف الجماعي، لأنهم قلقين من الأثر المزعزع للإستقرار لكل هؤلاء الرجال والنساء الذين لا يستطيعون تدبر نفقات الزواج.

حفلات الزفاف الجماعي مبهجة للغاية، حيث الأزواج -الكثير منهم قد بلغ أواخر الثلاثينات والأربعينات من العمر- يستطيعون دعوة العشرات من أفراد عائلاتهم وأصدقائهم. يقول د/ حمدي طه أنه تلقى 6000 استمارة طلب مساعدة في العام الماضي، وأنه تمكن من مساعدة 2300 رجل وامرأة.

في ادكو -مدينة صغيرة قريبة من الاسكندرية على الساحل الشمالي لمصر- نظمت الجمعية الخيرية التي يرأسها د/ حمدي طه حفل زفاف جماعي لأكثر من 65 زوجا وزوجة؛ وأن 200 زوجا وزوجة آخرون تلقوا المساعدة ولكنهم قرروا عدم الانضمام لحفل الزفاف الجماعي في نهاية العام الماضي(2007).

زف الأزواج إلى ملعب مفتوح في 75 سياره تبرع بها مواطنون محليون. حياهم الحضور الذين ملأوا المكان، وهدر الحشد آخذين في الغناء، تضئ حولهم لمبات النيون الوامضة، وتعزف حولهم الموسيقى الشعبية، وحضر المحافظ وأحد مشاهير التليفيزيون الذي أدار مراسم الحفل.

"إنهم يشجعون الشباب على الاستقرار، ويمنعونهم من ارتكاب أي خطأ" هكذا قالت منى آدم -26 عام- عندما رأت أختها الأصغر أمنيه تتزوج. وأضافت "يتوق أي شاب أو فتاة لأن يكون لديه بيت وعائله".

في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ليس الزواج دليلا على النضج فحسب، ولكنه واجب ديني أيضا، وهو ما يضيف إلى الضغط النفسي والإحساس بالذنب.

تقول عزة كريم عالمة الاجتماع في المركز القومي للدراسات الاجتماعية والجنائية :"الزواج وتكوين عائلة في البلدان العربية الإسلامية ضرورة (واجب)" وأضافت: "الذين لا يتزوجون -سواء كانوا رجالا أو نساء- يصبحون منعزلين نوعا ما".

يلعب الزواج أيضا دورا ماليا هاما للأسر والمجتمع. فعادة ما يكون ما تدخره الأسر من مال خلال حياتهم، هو المال اللازم لزواج أبنائهم، وتسليمه لهم كنوع من نقل الثروة عبر الأجيال.

ولكن الزواج الآن مكلف جدا، والنظام ينهار في العديد من المجتمعات. قالت Diane Singerman أستاذة في الجامعة الأمريكية بواشنطن، أن إستبيانا أجري عام 1999 وجد أن الزواج في مصر يتكلف حوالي 6000 دولار، أي 11 ضعفا للمصروفات المنزلية السنوية للفرد الواحد. وبعد خمس سنوات؛ وجدت دراسة أن التكلفة قد قفزت بزيادة 25%. معنى ذلك أن العريس ووالده -في أفقر قطاعات المجتمع- عليهما أن يدخرا كل دخلهما الإجمالي لمدة ثمانية أعوام حتى يتسنى لهما توفير نفقات الزواج.

والنتيجة: هي تأخر سن الزواج في المنطقة. منذ جيل مضى، كان 63% من الرجال في الشرق الأوسط متزوجين في منتصف إلى أواخر العشرينات من عمرهم، وفقا لدراسة حديثة أجراها مركز ولفنسون للتنمية Wolfensohn Center for Development في مؤسسة بروكينغز Brookings Institution ومدرسة دبي الحكومية. هذا الرقم انخفض -كما ورد في التقرير- إلى 50% تقريبا، ليصبح من أقل معدلات الزواج في العالم النامي. في إيران -على سبيل المثال- تبلغ نسبة الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 25-29 عاما ولم يتزوجوا 38%، وهي من أكبر النسب بالنسبة للذكور غير المتزوجين في تاريخ إيران. أما في مصر، فمتوسط سن الرجال عند الزواج الآن؛ 31 عاما.

ولذا، بدلا من الزواج، ينتظر الناس ويبحثون عن منافذ لإحباطاتهم.

يعيش أحمد مع والدته -صباح- والتي طلقت بعد ولادته. يقضي معظم وقته الآن خلف مقود سياره فولكس-جولف VW-Golf يستمع إلى القرآن. أما في المنزل؛ فالراديو مفتوح دائما، ويذيع القرآن الكريم دائما. كتابان فقط على منضدة بيضاء صغيرة مجاورة لسرير أحمد، الأول مصحف كبير، والآخر مصحف صغير.

عندما كانت صباح -التي رفضت عائلتها استخدام اسمها الأخير- فتاة شابة، لم تكن تغطي نفسها (رأسها) حينما كانت تجوب طرقات السيدة زينب، المنطقة المكتظة بالسكان والمشتهرة بالكباب والحلويات. ولكنها الآن تذهب لأداء العمرة سنويا، وترتدي زيا إسلاميا فضفاضا يخفي مظهرها، وتصوم يومين أسبوعيا.

"نحن نشد بعضنا بعضا"، هكذا قالت صباح التي لا تعرف القراءة والكتابة ولكن عرفت الأفكار الإسلامية من ابنها. قالت أن ابنها -أحمد- أخبرها أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قال أنه إذا كانت لا تستطيع القراءة، فالنظر إلى القرآن مثل قراءته.

ولذا فهي تقوم بذلك فقط، مقلبة الصفحات، معجبة بفن الخط العربي.
تحقيق نشرته the NewYork Times في فبراير 2008
كتبه Micheal Slackman -منال النجار
4 تعليقات
  1. Unknown Says:

    اول مرة ادخل مدونتك
    ماشاء الله مليئة بالافكار
    بص الظروف الاجتماعية والاقتصادية
    وحتى بعض وسائل الاعلام سبب وان لم تكن
    بطريقة مباشرة فى تاخر الزواج
    وحالة الاحباط التى يعشها الشباب
    بوستك رائع بجد اوان بكتب فى نفس الموضوع حاليا ويارب اعرف اعرض وجة نظرى بشكل جيد
    تحياتى وبالتوفيق يارب


  2. TAFATEFO Says:

    أولا أهلا بحضرتك
    ثانيا دي ترجمه لتقرير نشر في النيويورك تايمز .. وعجبني رغم اختلافي مع بعض ما ورد به .. على العموم التقرير لسه مخلصش .. هيخلص النهارده باذن الله.

    وسائل الإعلام .. بصراحه مش عارف .. بس هل ممكن نقول ان سبب احباط شاب مش لاقي شغل وممعاهوش فلوس ومش قادر يتجوز وحاسس ان العمر بيجري بيه وهو محلك سر .. وسائل الإعلام؟ مممم .. بصراحه أشك

    ممكن نقول ان وسائل الإعلام ممكن تزود حالة الإحباط .. بس معتقدش (مجرد رأي شخصي محض) انها ممكن تكون سبب.

    على العموم أكيد هأقرأ موضوع حضرتك .. وبالتوفيق ان شاء الله.


  3. بجد هى الفكرة فى حد ذاتها صح 100 فى المية
    لكن فى نفس الوقت ممكن يحصل العكس
    يعنى الكبت يحول الشاب الى الفساد اكتر
    و ده موجود فعلا
    بس الاسلوب بتاعك رائع
    تحياتى
    اسلام


  4. TAFATEFO Says:

    طبعا ممكن .. وده مش أسلوبي .. دي ترجمه لدراسه أو تحقيق نشرته جريدة نيويورك تايمز في فبراير 2008

    شاكر جدا لحضرتك