TAFATEFO
الغضب والخزي
عذب الإكتئاب واليأس عشرات الشباب والشابات في سن العشرين الذين التقينا بهم في كافة أرجاء مصر، من سكان الحضر -مثل أحمد محمد سيد- وحتى سكان القرى المحبطين مثل وليد فرج الله، والذي طمح ذات يوم في أن يضمن له التعليم نقلة اجتماعيه. أحلامهم المخنوقه أشعلت الغضب تجاه الحكومة.

مشيحا بذراعيه في الهواء يقول أحمد " لا أحد يهتم بالناس" مرددا نفس الشعور الذي تكرر في العديد من المقابلات التي عقدتها في كل أرجاء مصر. "لا أحد يهتم. النظام هو ما يدفع بي إلى المؤخرة. إذا وجدت لواءا عنده أطفال، فستجده مؤمنا شقة لكل منهم. إن الحكومة قريبة فقط ممن ينتمون إليها".

يرغب أحمد، كعدد متزايد من المصريين، أن يلعب الإسلام دورا أكبر في الحياة السياسية. أحمد والكثير من الشباب الآخرين يقولون أن تلك الحكومة التي ادعت أنها ترفع وترسخ عقيدتنا، منافقة وغير مخلصة.

" نعم، أعتقد أن الإسلام هو الحل" هكذا قال أحمد، مقتبسا شعار جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر، والتي تدعو إلى فرض الشريعة والفقه الإسلامي، وتريد أن تشرف لجنة دينية على كل شؤون الدولة. وأضاف "الإسلاميون سيكونون أفضل من الستار المزيف والخداع الموجود أمامنا الآن".

يخفي سلوك أحمد المستسلم غضبا عارما داخله. قال أنه في بعض الأحيان يدخل هو وأصدقائه مطعما، يطلبون الطعام ويرفضون دفع الحساب مهددين أصحاب المطعم بتحطيم المكان إذا تم إبلاغ الشرطة. يحكي ذلك كما لو كان يريد أن يثبت أنه ضحيه. يحكي هذه الحكايات بغضب وخزي، ثم يشرح أن صلاته يفترض أن تمحو ذنوبه.

"نعم، كما اللصوص"، يقول عن نفسه وأصدقائه. "عندما كنا صغارا؛ رأينا الأولاد الأكبر منا يفعلون ذلك. وأخذنا دورنا. لقد ورثنا ذلك".

رغم ذلك؛ أحمد ليس مسلما راديكاليا يمشط مواقع الانترنت بحثا عن مواقع القتال والدعوة إلى الجهاد.

قد يمشي في الغرب دون أن يلحظه أحد. له ابتسامة جميلة، أكتاف مستديره، وشعر أسود يلمع بفعل الجيل. يحب إرتداء الجينز والصنادل والجوارب البيضاء. غالبا ما تكون له سكسوكه، ويمكنك -بالكاد- أن تلحظ جلدا خشنا يعلو جبهته. هذه هي علامة الصلاة (زبيبة) التي اكتسبها من ضغط رأسه تجاه الأرض في كل سجود أثناء الصلاة.

كمعظم الشباب المتدينين، أحمد ليس متطرفا. ولكن عندما يكون التحفظ الديني هو القاعدة -نقطة البداية- فمن السهل على المتطرفين دفع الشباب لتجاوز الخط. ببساطه يصبح هناك عدد أكبر من الشباب يمكن تجنيده بسهولة، خاصة مع اقترانه بفقدان الأمل واسع انتشار.

"هناك الكثير من الانعكاسات النفسيه والرفض من المجتمع" هكذا قال د/ حمدي طه أستاذ الاتصالات بجامعة الأزهر والذي يدير مؤسسة خيرية تقيم أفراحا جماعية للشباب محدودي الدخل.

"في الحقيقة، هذه أحد الأشياء التي تقود أي شخص نحو الإرهاب. إنهم يصابون باليأس. يعتقدون أنهم ربما لا يحصلون على شئ في الدنيا، ولكنهم سيحصلون على شئ في الآخره".

تحقيق نشرته the NewYork Times في فبراير 2008
كتبه Micheal Slackman -منال النجار
0 تعليقات