TAFATEFO

نشرت جريدة الأيام الفلسطينية في عددها الصادر أمس (الثلاثاء 8/7/2008) مقالا نشرته جريدة معاريف الإسرائيلية (جريدة يومية - ثانية أوسع الصحف انتشارا بإسرائيل) بقلم كوبي نيف بعنوان : "فقط القنبلة الإيرانية ستردع عربدة إسرائيل".

يبدأ كوبي نيف مقاله بالإشاره إلى الهجوم الإسرائيلي المتوقع على إيران والذي بات وشيكا .. ثم يتعرض للتهدئة الحالية بين إسرائيل وحزب الله وصفقة تبادل الأسرى .. والتهدئة مع حماس في غزة وقرب استعادة جلعاد شاليت أيضا .. وكيف تضمن هذه التهدئة مع الأعداء استقرارا داخليا لإسرائيل .. ويصف هذه الأمور الطيبة بأنها انجاز يجب أن تفرح له إسرائيل .. ولكنه يستدرك قائلا :
غير أن هذه الإنجازات تعتبر عندنا بالذات إخفاقات، أي تشكل مساسا خطيرا بـ الأنا الصهيونية، المضخمة بمشاعر التفوق والمليئة بثقوب مشاعر الدونية.
ثم يشير إلى الغريزة الإسرائيلية والرد فعل العدواني لهذه المشاعر الدونية مشيرا للعجز والاخفاقات العسكرية الإسرائيلية :
سلسلة هذه الإصابات للأنا تقودنا إلى الغريزة الثابتة عندنا: نهاجم أمهم، نريهم من نحن، نمزق لهم وجوههم ونعود إلى قواعدنا بسلام. غير أن المشكلة مع هذه الغريزة هي أن نجاحها الأخير كان قبل أربعين سنة. منذئذ أخفقنا في كل الحروب التي انطلقنا إليها.
ويتحدث عن التوابع الكارثية المتوقعة على إسرائيل والعالم بأسره في حالة الهجوم إسرائيلي على إيران :
إذا ما هاجمنا إيران، واضح أن هذه لن تصفق لنا، بل سترد بكل القوى والأدوات التي بأيديها. ومن المتوقع مثلا، أن تطير علينا ردا على ذلك صواريخ من كل حدب وصوب من إيران، من سوريا ولبنان. ...... ناهيك عن أن هجوما إسرائيليا كهذا من شأنه أن يضرم النار في كل المنطقة، بل وأن يدفع نحو الانهيار- بسبب الإرتفاع المتوقع في أسعار النفط - بالأنظمة الإقتصادية العالمية. وماذا بالضبط ستنفع هذه اسرائيل؟

يقول كوبي نيف في آخر المقال مقطعا غير متوقعا (مني على الأقل) بالمرة من كاتب إسرائيلي :
الأمر الوحيد على ما يبدو الذي يمكنه أن يمنع العربدة الانتحارية الاسرائيلية المتوقعة (هذا الشهر؟ هذه السنة؟) هو بالذات قنبلة ذرية لدى إيران. ذلك أنه لو كان لدى الإيرانيين بالفعل قنبلة كهذه، لكنا جلسنا صامتين لا نفعل شيئا كي نحرق أنفسنا كفتيل الولاعة للعالم. ولمن يخاف القنبلة الإيرانية نقول التالي: خلافا لاسرائيل، إيران دولة عقلانية لن تفعل شيئا يمس بها نفسها، حيث أن قنبلتها ستردع فقط دولة معينة في المنطقة (يقصد إسرائيل) من العربدة والتدمير لحياتها نفسها وحياة محيطها.

هذا هو نص المقال (مترجما للعربية) كما نشرته جريدة الأيام الفلسطينية .. وأود لو كنت أعرف العبرية لأتابع صدى هذا المقال في الشارع الإسرائيلي .. وهل وجهة النظر هذه يتبناها الكثيرون ..

0 تعليقات