TAFATEFO


........ ولن أنسى ما حييت قول ملك في ساعة تجل:

- لو تقدم لي أمير لرفضته، ليس لي سواك ..

تبدت لي صادقة راسخة أقوى من أي حقيقة في الوجود. كان حبا صادقا عظيما ويا للخسارة. وقد أحرز انتصاره في يوم بهيج لا ينسى. فمن نافذة سكنها رأتني وأنا أتبادل الإشارات مع بثينة.

وعند أول زيارة لنا مع أمها اقتحمت حجرتي ثم سألتني في حياء:

- هل أهنئ؟

فسألت بدوري في دهشة:

- على ماذا؟

- بثينة ؟!

خجلت. نظرت إليها طويلا وهي تحدق في بشجاعة وإصرار. ما أجملها وهي تطوي غيرتها في قبضة كبريائها.

وتمتمت في صدق وسعادة:

- لا أحد سواك يا ملك.

فرفعت صوتها لتسمع من في الخارج:

- أعرني كتابا من كتبك.

- قرأت مجدولين؟

- نعم.

- إليك آلام فرتر.

فقالت باسمة :

- هاتها.

منذ تلك اللحظة بدأت أنفض عن وجداني فتنة الأخريات.

نجيب محفوظ

قصة " أسعد الله مساءك" من مجموعة " صباح الورد"


0 تعليقات